الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

سر خطير سيغير حياتك !!!

سر عظيم سيغير حياتك !!!
عبدالله بن أحمد الحويل 
 مقال جميل جدا جدا




* حــُبـّبَ إليّ من الكتب : السير والتراجم وجـُعلت قرةُ عيني في (كتب أخبار الصالحين ) من سلف هذه الأمة

* فكنتُ أعجبُ _ولا ينقضي عجبي_ من تسامقِ مراتب القوم في العبادة، وتسامي درجاتهم في الإيمان، وغرائب أحوالهم في الزهد
ثم لا ألبثُ إلا أن أردد كما كان إمامُ أهل السنة أحمد بن حنبل يردد : أين نحنُ من هؤلاء!!

* وطفقتُ أبحثُ جاهداً عن (مكنون) دواخلهم ، و(مصون) طواياهم ، و(مكتوم) ضمائرهم

* أفتشُ عن (السر) الذي حوته (خزائنُ صدورهم) فأوصلهم لهذه المقامات الرفيعة لعلّ (قلوبنا) تصلحُ بما(صلحت) به قلوبُ هؤلاء العظماء فنصلُ لبعض ما وصلوا إليه من الأحوالِ الإيمانية السامقة

* ثم مرّ بي كلامُ بكر بن عبدالله المزني عن صدِّيق هذه الأمة :
(والله ماسبقهم أبوبكر بكثرةِ صلاةٍ ولا صيامٍ ولكن بشيء وقرَ في قلبه)!!
فزاد شغفي لمعرفةِ هذا (الشيء) الذي وقرَ في قلبه رضي الله عنه فـ(فاقَ) به الأمة

* ثم قرأتُ في سيرة الإمام مالك فاستوقفتني مقولةٌ للإمامِ ابن المبارك رحمه الله :
مارأيتُ رجلاً ارتفع مثل مالك بن أنس ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له (سريرة)!! 
ولما سئل رحمه الله عن إبراهيم بن أدهم فقال : له فضل في نفسه ، صاحب (سرائر)!!
فزاد حرصي على استبثاث (سر ) القوم والسعي في استكشاف (مكنونهم)

* وبقي هذا (الهاجسُ) يمورُ في (مجتن ) فؤادي وبينما أنا على هذا الحال إذ بي أقرأ حديثاً نبوياً كريماً طار به قلبي فرحاً وطفحتْ لأجله روحي سروراً أظهر لي ماكان خافياً ، وأذاع لي ماكان كاتماً ، وأبان لي ماكان مبهماً
هل أنت مستعدٌ لمعرفة (السر) الذي سيغيّر حياتك؟؟

* يقولُ النبي صلى الله عليه وسلم ( صلح أول هذه الأمة بالزهد و(اليقين) ، ويهلك آخرها بالبخل والأمل) رواه الطبراني وأحمد في الزهد وصححه الألباني

* هل أدركتَ الآن ما (الشيء) الذي وقرَ في قلب أبي بكر وما (السرُ) الذي ارتفع به أمثال مالك وإبراهيم بن أدهم والحسن البصري وأحمد بن حنبل؟؟
إنه (اليقينُ) يا سادة

* اليقين الذي قول عنه العالمُ الرباني طبيب القلوب ابن القيم رحمه الله :
(اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد ، وفيه تفاضل العارفون ، وفيه تنافس المتنافسون ، وإليه شمـّر العاملون) 

* اليقين الذي يقول عنه ابن مسعود رضي الله عنه :
(الصبرُ نصف الإيمان ، واليقينُ الإيمان كله) 

* ياضيعةَ الأعمار في (أعمال كثيرة) أجهدنا فيها جوارحنا خلتْ من (اليقين) فقلّ نفعها، وضعف أثرها
إنّ اليقينَ هو (روحُ ) أعمالِ القلوب ، وأساسُ عباداتِ البواطن

* لذا كان السلفُ يتعلمونه ويحثـــّون على تعلمه يقولُ خالد بن معدان :
(تعلموا اليقين كما تتعلمون القرآن حتى تعرفوه فإني أتعلمه) 

* هل تريدُ من حسناتك- حتى لو قلـــّتْ- أن تكفر كبائرك وتمحو عظائمك ؟؟
إذاً تفقــــّد (يقينك)
يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية :
(والحسنةُ الواحدةُ قد يقترن بها من الصدق واليقين مايجعلها تكفر الكبائر)
ويعلمنا أبو ذر رضي الله عنه حقيقةً مهمة:
(ولمثقالُ ذرةٍ من برٍّ من صاحب تقوى ويقين = أفضل وأرجح وأعظم من أمثال الجبال عبادةً من المغترين)
وينبهنا الإمام الغزالي رحمه الله إلى أن :( قليلاً من اليقين، خيرٌ من كثيرٍ من العمل)

* هل دعوتَ الله كثيراً فلم ترَ بوادرَ إجابة ولم تشهدْ علاماتِ قبول ؟
إذاً تفقــــّد يقينك
يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) رواه الترمذي وحسنه الألباني

* هل أتعبتك لواعجُ الدنيا وأمضـّتْ فؤادك مصائبُ الحياة؟؟
إذاً تفقــــّد (يقينك)
فاليقين سببٌ رئيسٌ في (تهوين ) المصائب و(تخفيف) البلايا
(ومن اليقين ماتهوّن به علينا مصائب الدنيا) رواه الترمذي

* هل أضناك البحث عن (السعادة) ، وأعياك العثور على (الطمأنينة)؟؟
إذاً تفقــــّد (يقينك)
فاليقين من مثبتات (السعادة ) في الروح ،ومقويات (الطمأنينة )في القلب
ودعني أضربُ لك مثالاً يوضح لك المعنى:
لو أنّ رجلاً فقيراً معدماً كثيرَ العيال هدّتْ كاهله الديون، وسال لبؤسه ماءُ العيون
ثم أخبروه أن (عمه المغترب) في بلادٍ أوربية قد ماتَ وخلّف ثروةً طائلةً تقدر بـ(100) مليون دولار وليس له وريثٌ إلا هو!! 
لكنّ إجراءات حصر الإرث والورثة ونقل الثروة ستتأخر قليلاً ولن يستلم الثروة إلا بعد (سنة كاملة)
أخبرني الآن:
كيف سيعيشُ هذه السنة ؟ ويحيا أيامَ هذا العام؟
لا شك أنه سيكونُ مسروراً جداً، مطمئناً جداً، فرحاً جداً رغم أنه مازال بعدُ فقيراً معدماً لكنّ (يقينه) بأنه بعد سنة سيصبحُ غنياً جعل قلبه مستقراً بالسعادة ومشعـّاً بالطمأنينة
وكذلك (يقين) المؤمن بما أعدّه الله له في الجنة سيجعله سعيداً مطمئناً مهما كان فقره وبلاؤه

* هل فكرتَ يوماً أن تصبح من (أئمة) الدين ومن (رموز) الإسلام؟
إذاً عليك ب(اليقين) لتحقيق حلمك هذا
فربنا يقول (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )
يقول ابن تيمية رحمه الله : بالصبر واليقين تــــُنال الإمامة في الدين
وصدق رحمه الله فالصبر يسدُّ منافذَ الشهوات
واليقين يسدُّ أبوابَ الشبهات
ومن أغلق هذين البابين استحقّ مرتبة (الإمامة في الدين)

* هل تاقتْ نفسك لإتقان عبادة (التفكر) وإحسان مهارة (التدبر)؟ 
إذاً تفقــــّد (يقينك)
فاليقين يجعلك تنتفع بآياتِ الله المقروءة ، وتعتبر بآياتِ الله المنظورة
فالأولى (قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )
والثانية (وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ )

* اليقينُ أيها المؤمن يعينك على حسن الامتثال لأحكامِ الله
(وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّه حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )

* وقبل ذلك وبعده : اليقين يصحّحُ توحيدك فلا توحيدَ إلا به
( منْ لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله (مستيقناً ) بها قلبه فبشره بالجنة ) رواه مسلم

* وبعدُ ياسادة:
هذا هو (اليقينُ) الذي سيغيّر حياتكم ويعظم عباداتكم وتجدون به آثاراً عظيمة من القبول والاستجابة للدعاء والتوفيق والبركة والطمأنينة في القلب والنجاح في الحياة
فلا شيء كاليقينِ (فلم يؤتَ أحدٌ قط بعد (اليقين) أفضل من العافية) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني

* فلنبادرْ لتعلمه والتفقه في معانيه والسعي لتحقيقه
وليكن شعارُنا
وتحلو حياتي بـ(اليقين) ومـُرُّه* * يكونُ إذا كانتْ بغير (يقين)

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

رحلتي بين الإعلام وفقه الإسلام

قال الشيخ سليمان بن إبراهيم بن ثويني الثنيان : 

حياتي بين الإعلام وفقه الإسلام 


ـ بدأتُ دراستي الابتدائية ،
 وكنتُ نشطاً في كثيرٍ من الأشياء ،
 فلاحظ بعضُ المدرسين ذلك بي فنموها ،
 ثم في المرحلة المتوسطة ،
 وكانت عندي فكَر لم أحققها كحب المناصب ،
 فقد رغبت عن ذلك ،
ورغبت عن فكرة الالتحاق في الجيش بعد أن ساورتني ،
ورغبت في العلوم التجريبية ودرست
 في المعهد العلمي ،
 والمعهد السعودي ،
 ومعهد اليمامة بوقتٍ واحدٍ
وتخرجتُ منها ،
ثم التحقتُ بكلية الآداب في الرياض وكلية اللغة العربية بجامعة الإمام . 

ـ لم تكن عندي الرغبة في السفر إلى الخارج ،
ولكن بإلحاحٍ من بعض المثقفين وافقت على ذلك فسافرتُ إلى ألمانيا لأدرس الكيمياء الهندسيَّة ،
 وكنت مصمِّماً على التفوق فدرستُ دراسةً بسنةٍ ونصف لا يدرسها الألمان في أربع سنين . 

ـ ثم رأيتُ أني لن أنال الخير حتى أطبِّق ذلك عمليّاً في المصانع الغربيَّة . 

ـ عرفتُ أنَّ مصيري سيكون كمصير كثيرٍ من نوابغ العلوم من العرب وهو أن أعمل في دول الغرب ثم لا يكون من علمي ذلك لبلاد العرب والمسلمين نصيب فأصبت بخيبة الأمل . 

ـ نصحني بعض الألمان : بدراسة الفنون وستبدع فيها وتتحدى اليهود بذلك . 

ـ فدرستُ الفنون في ثمان سنوات على مرحلتين كل مرحلة في أربع سنوات ، حتى لم يكن أحد أقدر مني في ذلك إلا رجل في اليابان وآخر في كندا . 

ـ اشتركت في أكاديمية الفنون وأكاديمية السينما والمسرح في برلين ، ودراسة ركوب الخيل وقيادة السفن غير ذلك من الأمور التي يحتاجها المخرج . 

ـ وكنت في العطل الدراسية أسافر من ألمانيا إلى البلاد الغربية لدراسة ما لم يكن موجوداً في تلك البلاد حتى أنهيت من الدراسات ما أريد . 

ـ ثم بعد ذلك جاءتني العروضات على العمل وكانت مغرية لاسيما من الألمان ، وكان هدفي التفوق على اليهود ولم يكن ببالي غير ذلك . 

ـ فجاءني مدير عام التلفزيون السعودي بإيعاز من وزير الإعلام يطلب مني الرجوع للعمل في السعودية وكان من الصعب العمل هنا في السعودية لأن الكوادر الفنية هنا لا تتناسب مع دراستي، ولكنه أصر علي وأقنعني بأنه سيساعدني . 

ـ فأتيتُ إلى السعودية وساعدوني جميعاً ،
 فعملت بعض الأعمال في التلفزيون لمدة أربع سنوات،
ولاقيت هنا صعوبات كثيرة من الحسد والمعاداة . 

ـ شاركتُ في ألمانيا بمؤتمر برجرس للأطفال ،
 فالتقيت ببرفسور هناك كان يبحث عن شريك للعمل في مشروعٍ كبيرٍ فرأى أني أناسب لهذا فدعاني للاشتراك معه فقمتُ معه على العمل بهذا المشروع الذي يخدم العرب المسلمين ،
 وكانت لي مشاريع كثيرة . 

ـ ثم بعد ذلك توقفت عن العمل سنتين بسبب عدم السماح لي بالعمل كما أشاء ،
 ثم تركت العمل بالكلية . 

ـ عرض عليَّ " الزنداني " تصوير فيلم عن الإعجاز القرآني ولكنني لم أوافق على ذلك بسبب أني رغبت بأن يوافق على هذا العمل مجموعة كبيرة من العلماء لا عالما واحدا . 

ـ وعُرضت علي عروضات كثيرة كالعمل في التجارة وغيرها ولكنني أبيت وأصابني من الناس يأس لأن كل الناس يبحثون عن المال والجاه ولم أر أحداً يريد لأمته الرفعة والسؤدد . 

نقطة تحول

ـ وكنت يوماً ماشياً ففكرت بحيرتي وترددي ،
فأنا كلما ارتفعت في التلفزيون كلما عوديت فإلى متى أظل كذلك ؟
 ففجأة تذكرتُ الله تعالى لأني جرَّبت الناس كلهم ووجدتهم لي أعداء فلم أر مثل اللجوء إلى الله تعالى ، 

فأغمي علي من الفرح والشعور بالانتصار ، لأني ما قررتُ قراراً لم أتردد به مثل قراري هذا ،
فبكيتُ وذهلتُ وعرقتُ فرحاً . 

ـ فرأيتُ أن معرفة الله تعالى لا تكون إلا بدراسة العلوم الشرعية . 

ـ فلما رأى عميد الكلية في جامعة الإمام أوراقي قال لي : إن شئت جعلناك في الماجستير أو الدكتوراة فالكراسي قاسية عليك وأنت قد تعودت على الترف ،

 فقلت : لا ، أريد الدراسة من البداية ، فقال : إذا فانتسب انتساباً ،
فأنت صيدٌ ثمينٌ نخشى عليك ألا تدوم ،
فقلت : لا ، ولكن أبتدئ الدراسة من السنة الأولى ، وكذلك قال لي الدكاترة في الجامعة ،
 ولكن استمررت . 

ـ ولما دخلت قاعة كلية الشريعة في أول يوم شعرت كأني ملكتُ مفاتيح الدنيا ،
 فدرست في الكلية أربع سنين لم أتغيب يوماً واحداً . 

ـ والله لو أن أحدا يملك الدنيا وقال لي خذها وتغيَّب يوماً واحداً عن كلية الشريعة لما فعلت . 

ـ ثم أتممت الماجستير والدكتوراة ، فجربتُ الدنيا كلها فوجدتها سراباً وخراباً إلا علم الشريعة الذي هو لله تعالى اهـــ . 



الدكتور سليمان في سطور

ولد في مدينة البدائع في عام 1358 هـ وهو ما زال على قيد الحياة وكان أصغر إخوته وأكثرهم علماً وأوسعهم اطلاعاً

نشأته ودراسته

درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعودية في البدائع ثم درس المرحلة المتوسطة والثانوية ثم انتقل بعد ذلك إلى الرياض حيث عمل في وزارة الإعلام السعودية ثم ابتعث على رأس وفد إلى ألمانيا لدراسة الإعلام والسينما هناك وكان في أثناء دراسته يتميز بالذكاء المفرط وسرعة الفهم والحفظ وكان شغوفاً بالعلم والمعرفة منذ نعومة اظفاره حتى كان يطلق عليه أقرانه لقب " سليمان الراكض " لحرصه المفرط العجيب وتوقده ونشاطه.

شهاداته العلمية

  • دكتوراه في السينما والمسرح من جامعة كولونيا في ألمانيا
  • دكتوراه في الفقه المقارن من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المملكة العربية السعودية
  • بكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة كولونيا في ألمانيا
  • تناول وقدم عدة بحوث في السينما والمسرح وعدة بحوث عندما انتقل إلى كلية الشريعة في جامعة الإمام.

حياته مع الإخراج السينمائي

درس في ألمانيا في جامعة كولونيا البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ومكث هنالك حوالي ثمان سنوات يتنقل بين مدن ألمانيا مع الدراسة لاكتساب الخبرة المهنية وكان قد درس فيها شؤون كثيرة تتمثل في هندسة الديكور والإضاءة ومقدمات عن هندسة الضوء والإيقاعات والمؤثرات الفنية إلى غير ذلك .

انشائه للمعد العربي

أنشأ (المعهد العربي للمهارات اللغوية والتدريب) وذلك في اطار جهوده في دعم اللغة العربية ونصرها عندما رأى تخاذل كثير من المثقفين والمفكرين وأصحاب الشأن في نصر اللغة العربية في الميدان التربوي والعلمي والصناعي واالمهني وخصوصاً بعد أن واجه انتقاداً حاداً من فئات درسوا في الخارج وأصبح يهدم اللغة في المحافل العامة والمؤتمرات العلمية ممن غلب عليهم التغريب والتأثر بفكر الشرق والغرب.

شيوخه وتلاميذه

درس على الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وعلى الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

مؤلفاته وبحوثه

  • الجوائح وأحكامها (مطبوع)
  • التأمين وأحكامه (مطبوع)
  • مواقيت الصلاة (مطبوع)
  • العمل وأحكامه (مطبوع)
  • مخارج الحروف (مطبوع)
  • الكور بعد الحور (لم يتم طبعه).
Midori Extension.svg هذه بذرة مقالة بحاجة للتوسيع. شارك في تحريرها.

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

فعل الملائكة مع قائم الليل


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن 
"أسيد بن الحضير" رضي الله عنه بينما هو ذات ليلة قراء سورة البقرة (أي في قيام الليل)في مربده (وهو مكان تيبيس التمر)،إذ جالت فرسه(أي اضطربت وتحركت)فقرأ ثم جالت أخرى ،فقرأ ثم جالت أيضا الثالثة،قال "أسيد":فخشيت ان تطأ ولدي "يحيى" فقمت إليها فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج عرجت في الهواء حتى ما أراها ،قال: فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذجالت فرسي ، فقال عليه الصلاة والسلام:"أقرا ابن حضير"،قال فقرأت ثم جالت أيضا!!فقال عليه الصلاة والسلام :اقرأ ابن حضير"، فانصرفت وكان ابني "يحيى" قريبا منها "أي من الفرس"فخشيت أن تطأه،فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت "أي علت وارتفعت)في الجو حتى ماأرها، فقال عليه الصلاة والسلام :"تلك الملائكة كانت تسمع لك، ولو قرأت(أي واصلت القراءة والصلاة)لأصبحت يراها الناس ماتستترمنهم!! وفي رواية قال :"اقرأ فلان فإنها السكينة..."متفق عليه 
*قال "النووي" تعليقا على هذا الحديث :"قوله"اقرأ فلان فإنها السكينة..." معناه :كان ينبغي أن تستمر على القرآن وتغتنم ماحصل لك من نزول الملائكة وتستكثر من القراءة التي هي سبب بقائها، وفي هذا الحديث فضيلة القراءة ليلا،وإنها سبب لنزول الرحمة وحضور الملائكة"
وعن "جابر بن عبد الله "رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قام أحدكم يصلي من الليل فليستك ، فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه ،ولا يخرج من فيه شيء إلا دخل فم الملك"
وقال"محمد بن قيس رحمه الله" بلغني أن العبد إذا قام من الليل للصلاة تناثر عليه البر من عنان السماء إلى مفرق رأسه، وهبطت عليه الملائكة لتسمع إلى قراءته ،واسمع له عمار داره(أي من الجن المسلم)وسكان الهواء، فإذا فرغ من صلاته وجلس للدعاء أحاطت به الملائكة تؤمن على دعائه فإن هو اضطجع بعد ذلك (أي بعد قيامه لليل)نودي:نم قرير العين مسرورا...، نم خير نائم على خير عمل"
*وعن "طلحة بن مصروف"رحمه الله قال:"بلغني أن العبد إذا قام من الليل للتهجد ناداه ملكان :طوباك!!سلكت منهاج العابدين قبلك"
وقال كعب الأحبار"رحمه الله: إن الملائكة ينظرون من السماء إلى الذين يتهجدون بالليل كما تنظرون أنتم إلى نجوم السماء!! 
الهم أجعلنا منهم...