برنامج طوّرته شرطة دبي يؤسس لغة مشتركة بين المريض والحيوان
الخيول تعالج 35 متوحّداً ومعاقاً
طوّرت شرطة دبي برنامجاً علمياً، تُستخدم فيه الخيول لعلاج المعاقين من مرضى الشلل الدماغي بأنواعه، والتوحّد وغيره، ويبلغ عدد المستفيدين منه 35 مريضاً من أعمار مختلفة.
وصرّح مدير إدارة الخيالة بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، الرائد الخبير محمد العضب، لـ«الإمارات اليوم» بأن «الأطفال المستفيدين يخضعون حالياً للعلاج بركوب الخيل»، مشيراً إلى أن البرنامج «يعتمد على تطوير نوع من العلاقة الخاصة بين المريض والخيل، تتطوّر إلى درجة تكوين رابط، ولغة مشتركة بين المريض والحيوان، تساعد مرضى التوحّد والشلل الدماغي على التواصل مع مجتمعهم الخارجي». وأوضح أن البرنامج «يستند إلى معايير عالمية ودراسات أثبتت فوائد ركوب الخيل، إذا طُبّق بطريقة علاجية للأشخاص الذين يعانـون شللاً دماغياً أو ضمـوراً في العضلات والتصلب المتعدد، والاضطرابات الحركية عند فئة متلازمـة (داون)، أو الطفل المنغولي».
وأضاف أن «ركوب الخيل يحتاج إلى انتباه وتركيز، وذلك يفيد الأطفال الذين يعانون فرط النشاط وعجز الانتباه والتركيز، أو مرضى التوحّد، لأن ذلك يساعد على تطوير الإدراك، من خلال مدخلات حسّية تتعلق بالمكان الذي يركب فيه الخيل، أو من خلال الحيوان نفسه، مثل لونه ورائحته وصوته».
وتابع العضب أن «الفائدة العلاجية تصل الى حد تأثر المرضى بدرجة حرارة جسم الخيل، فيشعرون به وتنتقل إلى أجسادهم بطريقة يتحكم فيها المعالج»، لافتاً إلى أن «كل هذه المدخلات تؤثر في النواحي النفسية والعاطفية والاجتماعية لدى المعاق، وتسهم في تحسّن حالته ودرجة تواصله اجتماعياً مع الأشخاص القريبين منه».
ولفت إلى أن «طفلاً من بين المصابين بالتوحّد بدأ العلاج قبل تطبيق البرنامج رسمياً، وارتبط عاطفياً بحصان يدعى (برق)، وحين انشغلت أسرته بمناسبة خاصة واضطر إلى الانقطاع عن العلاج، فوجئوا بالطفل يطلب (برق) بإلحاح، على الرغم من صعوبة كلام المصاب بالتوحّد، وكان يسأل عنه كصديق، فأعادته أسرته إلى البرنامج بعدما لاحظت تحسّن حالته».
وأشار العضب إلى حالة أخرى لطفل يدعى (عبدالعزيز)، فقد بصره بعد عامين من ولادته والتحق بالبرنامج، وارتبط نفسياً بالخيل، ونشأت علاقة خاصة بين عبدالعزيز وحصانه الذي يرعاه ويرافقه كصديق.
إلى ذلك، أكد العضب أن «البرنامج يخضع لتقييم مستمر من قبل اختصاصيين للعلاج الطبيعي في مركز دبي لتأهيل المعاقين»، مضيفاً أن «فريق العمل المسؤول عن تصميم البرنامج العلاجي بركوب الخيل يتكون من طبيب واختصاصي علاج طبيعي وعلاج وظيفي، واختصاصات أخرى حسب حالة كل مريض، مع إجراء تقييم طبي ونفسي وحركي شامل للمعاق قبل البدء في البرنامج، لتحديد ما إذا كان يعاني أموراً معينة تشكل خطراً عليه، في حال ركوب الخيل، مثل تشوّهات العمود الفقري، أو عضلات الرقبة، أو اضطرابات عصبية معينة».
ووفقاً لنائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائيـة لشـؤون الإدارة والرقابـة، المقدم جمـال الجـلاف، فإن شرطة دبي «تعد الجهاز الوحيد في المنطقة الذي يطبق هـذا البرنامج العلاجي، بما يخدم المعاقين في جميع أنحاء الدولة، ويستقبل المرضى من خلال مركز دبي لتأهيل المعاقين».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق